الثلاثاء، 21 يوليو 2015



التعليم يحصل بأشكال وأحجام عديدة. لكن إن كنت تعيش في مجتمع بدوي، كيف يمكن للمدرسة أن تتعامل مع إحتياجاتك؟ وماذا إن كنت تعيش في قرية نائية؟ في هذه الحلقة من ليرنينغ وورلد نستكشف كيف يأتي التعليم إليك.

الكتب التي تنقل على ظهور الأحصنة تبدو كأنها صورة من الماضي. لكنها في القرى النائية تعتبر وسيلة عملية ومبتكرة لتقديم الأدب للأطفال. دعونا نرى حجم التغيير الذي تحذثه هذه المكتبات في إثيوبيا.
في الثامنة من صباح يوم أحد بارد، يبدأ ناغاسا جانفا بإختيار الكتب الملونة، ثم يقوم بتحميلها على حصانه الذي يعلوه سرجاً من الألوان الزاهية والجيوب من كلا الجانبين. ليقوم بتقديمها لأطفال الريف الذين لا يتشوقون للمسها.
إنني أسافر الى مكان يدعى غوتو لأن الكثير من الأطفال ينتظروني ويتجمعون هناك. وحتى لو لم يتجمعوا في مكان واحد فإنهم حين يرونني قادما يركضون بإتجاهي جميعهم. لقد حان وقت ذهابي الآن.
ناغاسا وحصانه، هما جزء من برنامج يسمى ( دور الأحصنة في محو الأمية ) وهو برنامج تديرة المنظمات غير الحكومية في إثيوبيا.
إثيوبيا تقرأ، لديها شبكة من 65 مكتبة وطنية في كافة المناطق والأقاليم من البلد. وهذا البرنامج ناجح جدا بحيث يساعد البلد على التكيف مع بعض الدول القريبة مثل راوندا وغانا.
المكافأة الأكبر لي في هذا العمل هو رؤية الأطفال وهم يحسنون مهاراتهم في القراءة. بعضهم لم يقرأ أبدا من قبل. ولم يكن قادراً على تهجئة الأحرف الأبجدية. لذلك أشعر حقا بالسعادة عند رؤيتهم وهم يقرؤون القصص. اليوم هذا الأمر يشعرني بالفخر.
تبين الإحصاءات أن إثيوبيا البلد الثاني بعد نيجيريا في أفريقيا. وهو في المرتبة 195 في محو الأمية على مستوى العالم. وفيها حوالي مليونان ونصف المليون طفل لم يذهبوا الى المدرسة أبداً.
المكتبة الجوالة مفيدة جدا لنا لأن فيها العديد من الكتب التي لا توجد في مدارسنا وتساعدنا على تنمية القراءة.
البعض من الأسر تتردد في إرسال أطفالها الى هذا النشاط يوم الأحد،خصوصاً الأولاد الذين يساعدون أهلهم في أعمال المنزل مثل تيغيست نيغوسي التي تأكدت وفهمت مقدار فائدة هذا البرنامج.
أعتقد أن ما يتعلمونه في هذا البرنامج مفيد للغاية للأطفال، لأنه يزودهم بالمعرفة المتنوعة التي تساعدهم على التفكير بعقل منفتح.

أبناء الغجر في فرنسا
الفقر والتمييز. هما التحدي الذي يواجهه الغجر في أوروبا. في فرنسا وحدها نصف أفطال الغجر مسجلون في المدارس. لكن أشتاذ واحد أخذ على عاتقه إيصال التعليم إليهم في تجمعاتهم من خلال تحويل بيوتهم الى مدارس. لنرى كيف يحصل هذا.
في لونجومو القريبة من باريس، الألعاب .. الكتب .. والألوان وأقلام الرصاص. هي المواد التي قالت لورا أنها ستأخذها اليوم. هذه المرأة القادمة من رومانيا وتعمل مساعدة إجتماعية في جمعية روبنسون تقول أنها تدير ورش تعليمية وتثقيفية مرتين في الأسبوع في الأماكن التي يتجمع بها الغجر.
على بعد بضعة كيلو مترات من مقر الجمعية، تسكن عشر عائلات غجرية في مستودع مهجور. حيث تعرضوا لترك عدة أماكن قبل وصولهم الى هنا.
ليس من السهل أبدا لانهم يغيرون أماكنهم بإستمرار. وبالتالي لا يتعلم الأطفال. ولكن، في جمعية روبنسون نحاول العمل قليلا مثل المدرسة. وهذا ما تفعله الجمعية منذ معرفتها بأطفال الغجر، حتى حين يتم طردهم من أماكنهم نحاول اللحاق بهم ونتابعهم.
الجمعية تساعدهم على تسجيل الأطفال في المدرسة. لكن بعض الأطفال لا يذهبون لأنمهم لا يتكلمون الفرنسية. لورا تبدأ من الصفر معهم.
أحب الذهاب الى المدرسة، حين أصبح كبيرة، لتعلم القراءة والكتابة وكل الأشياء الأخرى.
تعتمد الجمعية في ورش العمل، على نموذج واحد وهو قبول الأطفال دون شروط. هنا، كل شخص يمكنه االمجيء الذهاب كما يشاء. ويتم تشجيع التعلم والتنشئة الإجتماعية من خلال اللعب. ويستخدم الفن لبث الثقة في النفس وتعزيز الإستقلالية.
نحن نلهو ونلعب ونلون. نلعب العابا جميلة كما أننا نرسم أيضاً.
من بين الأطفال الذين يعيشون في هذا المخيم. فإن أكثر من النصف بقليل تابعوا ورش العمل بشكل منتظم. وفي حال رُحلوا فإن الجمعية تستمر بمتابعة هؤلاء الأطفال. ورش العمل التعليمية الجوالة روبنسون تأسست منذ عشر سنوات. لوران أوت مؤسس الجمعية فيلسوف إجتماعي وأستاذ سابق يلاحظ منذ سنوات عديدة مشكلة التعليم عند أظفال الغجر في فرنسا.
عند الدخول في العام الدراسي، غالبا ما تتم علميات الإخلاء والتنقل، وتكون الأسر قد استنفذت وتعبت. وبعد فترة من الوقت يفقد الأطفال حافز التعلم. مع أنهم يحبون التعلم ويرغبون به. ويريدون التعلم والإنخراط في المجتمع. وعلينا ان نساهم في هذا دون وضع المزيد من العراقيل المؤسساتية. فنحن نرى الأطفال يتمنون الإنضمام ويتفاعلون ويتعلمون.
وفقا للمركز الأوروبي لحقوق الغجر، فإن أقل من نصف اطفال الغجر في سن الدراسة يذهبون الى المدرسة، في فرنسا.
كينيا البدويات والتعليم
بعض الشابات المتزوجات يتحولن الى ربات منزل. بنات الأسر البدوية اللواتي يربين الماضية، التعليم عندهم ليس ضمن الأولويات. يوجد مدرسة في كينيا تمكنت من تسجيل أعداد كبيرة من الشابات المتزوجات. لكنهن يواجهن معركة قوية.
عند كعب موغيلا هيلز المنطقة التي شهدت صراعات بين البدو بنيت المدرسة للإشارة الى الهدنة التي حصلت بين القبائل المتصارعة. بنيت فقط لإعطاء الفتاة البدوية فرصة أكبر من أن تصبح زوجة وأماً وربة بيت. فالزواج في النهاية هو الإهتمام بالبيت ومقابلة الأبقار والماعز.
مدرسة ويبيدنغ أقيمت بالأساس لتشجيع الفتيات البدويات على التعليم. وهي تمول من المتبرعين الذين هم في الغالب بعض المانحين والحكومة الكينية. حيث ومنذ أن أنشئت في العام 2010 وهي تقبل التلاميذ وتسعى جاهدة لجعل مستقبلهم أكثر وضوحاً من خلال التعلم كي لا تفقد الفتيات مكانتهن في مجتمع توركانا
نحن محرومات من الذهاب الى المدرسة لأنها تعتبر عديمة الجدوى. وبالتالي لا يمكننا تحقيق أي تقدم للمجتمع.
حياة الفتاة البدوية صعبة جدا، على سبيل المثال عدم وجود الحب والتوجيه العائلي. يجبروها على الزواج في سن مبكرة الأمر الذي يؤدي الى الحمل المبكر وفي سن العطاء تتعرض لسوء المعاملة جسديا وجنسيا.
بالرغم من كل الجهود التي تعمل المدرسة على تأمينها للفتيات من خلال الإقامة الداخلية، ما زالنا غير قادرين على وقف الزواج المبكر في فترة العطلة.
عندما يذهبن لقضاء عطلة عيد الميلاد، نفقد بعض الفتيات اللواتي يتعرضن للزواج المبكر. لقد تمكنا من التحدث إليهن حول هذا ومتابعتهن وتشجيعهن.
ماري لونغولو أم لثلاث فتيات في هذه المدرسة وهي تشجع بناتها على مواصلة التعلم لأنها تعرف أن المدرسة ستساعدهن على تحسين مجتمعهن ومستقبلهن.
أتمنى لبناتي إنهاء المدرسة والإلتحاق بالجامعة حيت يتمكن منالعودة لتحسين حياتهم الخاصة ومساعدة إخوانهم وأخواتهن هنا.
تحدث الدراسة فرقا في حياة التلاميذ الخاصة كما في مجتمعهم
أريد أن أغير حياتي كفتاة بدوية، وتغيير حياة البدويات غيري.
بمجرد أن أنهي دراستي هنا أريد أن أصبح طبيبة بيطرية أريد أن أظهر لهم الطرق الأفضل لتربية المواشي.
تحديات تشغيل مدرسة في منطقة قاحلة كهذه كثيرة. فالتسهيلات المتوفرة ليست كبيرة، والموارد شحيحة، وإنعدام الأمن بسبب سرقة المواشي كبير وعدم وجود أساتذة للتعليم.
نحن نتشارك مصدرا واحدا للمياه مع المجتمع المحيط وبعض الناس يفضلون إعطاء المياه للحيوانات بدل إعطائها للفتيات.
هناك الكثير مما يجب القيام به لتوعية الفتيات البدويات في مجتمع التوركانا. حتى لا ينقطعن عن التعليم وهو الأمر الذي تحتاجه المجتمعات البدوية كي تتغير.
ما رأيكم في هذه المبادرات التي تخدم المجتمعات؟ إن كان لديكم بعض الأفكار أرسلوها لنا في ليرنينغ وورلد الى اللقاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مــواضــيـع أخــــرى