يُقال بأن النساء يصنعن المجد ويبنين اجيالًا ملؤها
الحب، العطاء، والإصرار، والطموح والارادة التي لا تعرف المستحيل، ويقمن بتزويد العالم بالجمال والتفاؤل نحو مستقبل افضل.
نسلط الضوء اليوم على إحدى الظواهر القاسية والمنتشرة للأسف في الوطن العربي، خصوصا
في مصر والسودان والصومال ألا
وهي ختان الاناث والذي يُعد أقصى أنواع ممارسة
العنف ضد المرأة، وأبشع وأخطر أنواع الاعتداءات وأكثرها إنتهاكا لحقوقها وإنسانيتها
وما يمثله من تداعيات جسدية ونفسية كبيرة على الفتاة ثم المرأة بعد ذلك.مناطق الانتشار:
قدرت منظمة اليونيسيف أن أكثر من
125 مليون امرأة في العالم تأثرن ببتر أجزاء من جهازهن التناسلي، ويزيد هذا العدد 2
مليون أنثي سنويا إلي الإجمالي، ويمارس ختان الأنثي بشكل رئيسي في دول أفريقيا وآسيا
والشرق الأوسط، وقد سنت مصر الآن قانونا
يفضي بحظر بتر أجزاء في الجهاز التناسلي للأنثي أو مايعرف بقانون (حظر ختان الإناث)،
وقد تمت الموافقة عليه منذ عام 2002.
وتمارس
عملية ختان الإناث في أجزاء من الشرق الأوسط والسعودية والعراق واليمن
والأردن وفلسطين، وأيضا في أجزاء من سوريا وإيران وفي جنوب تركيا. وعمان
والإمارات وقطر والبحرين وليبيا،
ويمكن حصر العادة في مجموعات عرقية قليلة في أمريكا الجنوبية والهند،
وإندونيسيا وماليزيا
وبروناي وآفغانستان والهند وباكستان. وبسبب الهجرة بدأت هذه العادة في
الانتشار بين
المهاجرين في أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة.
هي الظاهرة الأخطر على المرأة
وتتعرض المراة في العالم إلى أنواع مختلفة من العنف،
سواء الجسدي او النفسي، وتُنتهك حقوقها في مجالات متعددة، الا أن أبشع وأخطر أنواع
الاعتداءات وأكثرها إنتهاكا لحقوقها وإنسانيتها هو (ختان الاناث) ومايمثله من
تداعيات جسدية ونفسية كبيرة على الفتاة ثم المرأة بعد ذلك.
تُعرف منظمة الصحة العالمية (ختان الاناث )على أنه
تشويه جزئي او كلي للأعضاء التناسلية عند الانثى، دون وجود اسباب علاجية، وللأسف فان
هذه العملية لا تعود بأية منافع صحية على الأنثى، بل قد تعرضها لمشاكل صحية عديدة.
واوضحت المنظمة انه يتم اجراء ختان الاناث في سن مبكرة جدا، وصولا الى الخامسة عشر
عاما.
يعتبر ختان الاناث عالميا بانه نوع من انواع العنف
ضد المراة، فهو يعتبر وسيلة اضطهاد ضدها، حيث يخرق موضوع ختان الاناث حقوقها وهي طفلة
والحقوق الصحية لها وحتى حقها في الحياة، فكثير من الفتيات فقدن وسيفقدن حياتهن
بالوفاة خلال هذه العملية.
ختان الاناث يتم عادة من قبل امراة
ليس لديها أي علم أو إدراك بالأمور الطبية، ولا يتم استخدام التخدير والتطهير خلال
العملية. كما ويتم إجراء الختان من خلال استخدام السكاكين والشفرات والمقصات، وتكون
الانثى مقيدة كليا.
ماذا يحدث خلال هذه العملية؟
يتم إستئصال كلي او جزئي للعضو الانثوي وكذلك تشويه الأعضاء
التناسلية للأنثى من خلال القيام بتضيق فتحة المهبل بواسطة سداد، وهو عبارة عن قطع
الشفرين الداخليين او الخارجيين.
لا يوجد هناك أي سبب صحي للقيام بختان الاناث، بل
يسبب الضرر لصحة الإناث باشكال متعددة.
وتضم المضاعفات الفورية ما يلي:
ألم شديد- صدمة-
نزيف دموي وعدوى بكتيرية
إحتباس البول- وتقرحات
كما من المحتمل ان تصاب الانثى بمضاعفات طويلة المدى وهي:
إلتهابات متكررة في المسالك البولية.
متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (تكيس المبيض).
العقم (كأحد المضاعفات).
ألم خلال ممارسة العلاقة الزوجية وعدم الاستمتاع بها.
مضاعفات اثناء الولادة.
تزيد من خطر وفاة الأطفال حديثي الولادة.
الحاجة أحيانا إلى إجراء عمليات جراحية متعددة،
وبالأخص في حال القيام بتضييق فتحة المهبل (كما تجرى في الصومال).
أثار نفسية متعددة مثل الإكتئاب
لماذا يتم القيام بها رغم تداعياتها الصحية والنفسية الخطيرة؟
ان عملية ختان الاناث تتم كجزء من العادات والتقاليد
سواء المجتمعية او الدينية التابعة لمجتمعات ودول معينة، حيث تعتبر في بعض المناطق
كوسيلة لتربية الاناث وتحضيرهن للحياة الزوجية، ويعتبرها البعض الاخر كوسيلة للحفاظ
على النظافة الشخصية.
وبالرغم من الخطر الكبير على صحة الانثى اثر هذه
العملية، الا انها ظاهرة منتشرة ولا تزال العديد من المجتمعات تقوم بها، كنوع من التقاليد
والعادات الموروثة عبر الاجيال.
الملفت للنظر ان وزارة الصحة المصرية اصدرت تقريرا
في عام 2003، اوضحت فيه ان 69% من النساء يوافقن ويرغبن باجراء عملية الختان لبناتهن!!!!
، كما أن القيام بختان الاناث يرتبط بمستوى التعليم الخاص بالفتاة بكل من المدن والقرى،
حيث يزداد الامر في القرى ويقل في المدن وكذلك يؤثر المستوى التعليمي الخاص بكل من الأب
والأم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق