الاثنين، 5 يناير 2015

تراجع تقة المغاربة بالأحزاب هل هو ناتج عن وعي سياسي أم هو نقابي



أصبح معضم المغاربة لا يثقون في الأحزاب الساسية المغربية ، ذاكَ ما أظهرتهُ نتائجُ استطلاع للرأي أجرتهُ جريدةُ "هسبريس" الإلكترونيَّة، مؤخرًا، وشاركَ فيه 49 ألفا وَ627 شخصًا.
استطلاع الرأي كشفَ أنَّ 27.52 بالمائة فقطْ من المغاربة يعتقدُون أنَّ هناك أحزابًا يمكن أنْ تكون محلَّ ثقة لدى المواطنِين، فِي حين لمْ يعثرْ 72.48 في المائة، ضمن المشهد السياسي، على حزبٍ مؤهل للحظوة بثقة المواطنين.
القيَاديُّ في جماعة العدل والإحسان، حسن بنَّاجح، يرَى أنَّ نتائج الاستطلاع يؤكدهَا عزُوف المغاربة عنْ التصويت خلال الانتخابات، قائلًا إنَّ نسبة المشاركة، وفق تقديراتٍ غير رسميَّة، لمْ تتخطَّ 24 فِي المائة، خلال الاستحقاقات التشريعية الأخيرة، ما يبعثُ رسالة عن حجم ثقة المغاربة في العمل السياسي الرسمي برمته.
والسببُ في عدم ثقة المغاربة في الأحزاب ، كما يوضحُ بناجح، هو أنَّ المخزن أفرغ العمل السياسي من مضمونه، حتى أنَّه لمْ تعد الفروق قائمة بين الحزب والآخر، على اعتبار أنَّ التدبير في الواقع ليس لبرامج الأحزاب، التي يصاغ الكثير منها في مواسم الانتخابات من قبل محترفين.
علاوةً على ذلك، يحُول نمط الاقتراع المعتمد اليوم في المغرب دون إفراز أغلبيَّة واضحة تتولى الحكم، يردفُ بناجح الذِي يؤكدُ لزوم إعادة بناء نمط الحكم في المغرب، إذا ما كانت ثمة رغبة بالفعل باستعادة ثقة المواطنين المفقودة في الأحزاب السياسي.
"لا يوجد تنافسٌ سياسيٌّ حقيقيٌّ، اليوم، في المغرب، وقسمٌ مهمٌّ ممنْ يصوتُون يفعلُون ذلك في ظلِّ تحركات موالِين الشكارة والشنَّاقة، زيادة على أدوار التقطيع الانتخابي التي تقرر النتيجة، وتدخل المقدمِين الشيُوخ، تبعا لذلك، لا يرى المغاربة أهمية للأحزاب".
أمَّا البرلمانِي عنْ حزب الأصالة والمعاصرة، المهدِي بنسعِيد، فيرَى في نتائج الاستطلاع أمرًا مؤسفًا، يعبرُ عن الواقع، ما دام مليونان فقطْ من المغاربة يصوتون خلال الانتخابات، في حين كان بالإمكان أنْ يصوت نحو 24 مليونًا على أحزاب سياسية يخولنها أمر التدبير.
وبحسب بنسعِيد، يجدُ ضعف ثقة المواطنين في الأحزاب، تفسيرهُ في إخلافِ كثيرٍ منها لوعودٍ قطعتها، وغياب تواصل مستمر مع المواطنين، الأمر الذِي يخلفُ انطباعًا مؤداهُ أنَّ السياسيِّين لا يبحثُون سوى عنْ مكاسبهم أيَّام الانتخابات.
بيدَ أنَّ الإشكال يكمنُ في أنَّ المواطن حين يعرضُ عن الأحزاب السياسية لا يأمنُ تبعاتِ ما ستتخذهُ من قرارات على مستوى التدبير، يردفُ بنسعِيد، "على أنَّ بعضًا من تلك القرارات قدْ لا يتفقُ معها المواطن الذِي يختارُ المقاطعة، ما يظهرُ أهميَّة المشاركة".
ويضيفُ بنسعيد أنَّ تراجع ثقة المغاربة في الأحزاب السياسية هو ما دفع إلى تأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، للاضطلاع بدورٍ جديد في التأطير، من خلال دعم الشباب وإبراز وجوه جديدة.
ويرى بنسعِيد أنَّ ثمَّة إشكالات لا يتحملُ البرلمانيُّون مسؤليتها، لأنَّهم لا يتولون تدبير المدن، وليسُوا الجهة التي يجبُ أنْ تلام على الاختلالات التي تعرفها بعض المدن على مستوى التدبير، مضافًا إلى ضعف الإمكانيَّات وسط الأحزاب السياسيَّة التي يصعبُ عليها أنْ تؤمن القدر الكافِي من البنيات والمكاتب لتأطير المواطنين والتواصل معهم بصورة دائمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مــواضــيـع أخــــرى