قصة قصيرة من كتاب: عرس الافاعي
وا عجباه على عمي محمد،يداعب لحيته المزركشة بالأسود و الأبيض براحة بال,
كان جالسا تحت شجرة الزيتون ،ويبتسم
بعدها
شهق شهقة ،وزفر زفرة،حكى فيهما كل ما يخالج نفسه.
- ايه .... الدنيا تمر بسرعة،
كم كنت ألعب على هذه الشجرة ،ومرجيحتي البالية تعلو علو الرياح الهائمة.
غريب امرك يا زمان،فقد ارهقت البشجرة كما ارهقتني،
فجأة
- محمد لقد تعبت.
- ماذا هناك يا فاطمة ؟
- يا رجل لقد زاد همنا، وكثر جوعنا، وتعبت روحنا من فقرنا ألن تجد حلا لنا ؟
أجابها بكل حنان ورقة ،والإبتسامة لا تفارق المحيا مهما كان:
- يا اميرة بيتنا
-يا زوجة عنرنا
- يا نولر حياتنا
- يا حامية جوارحنا
أتحلمين بلبس الذهب،وأكل الشهد والرغد؟
أتودين لبس الحرير، وتتناغمين مع من تريد؟
أتحبين شرب الخمر ،وتسهرين لوقت الفجر العتيد؟
أهكذا تريد؟
- قالت في عجب : آه منك يا عنيد أنا لم اقل اريد .
أنا فقط اشكو من قلب مريد
وعين تريد ويد ليست بمديد
أليس هذا لأفضل مما نحن عليه.
ابتسم وقال:
يا جارة عشرتي،وخليلة سري وعلانيتي
رغيف خبر يابس نأكله في عافية ،
وكوب ماء نذوقه في صافية،
وغرفة قش تجمعنا دافئة،وكتاب ربنا نقشناه على سارية،
خير من شهادة سكنى
في بروج عالية تسكنها أرواح عارية
وتؤكل فيها أطباق فاخرة
وتشرب فيها كؤوس جارحة
محرمة لا جائزة
وسرر كثرت فيها الرغبة و الخيانة
أهكذا ترين العيشة الراضية ؟
ابتسمت وقالت:
- ويحك يا محمد أثلجت جروحي النائمة
وأسعدت فؤادي بحروف حكمة رائعة
ليتك تكون شاعرا وأنا لا مبالية
وأكون صاحبة الجلالة
وأميرة الفخامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق