كانت هذه
خلاصة الدول التي تدعي اعتماد المبادئ الإسلامية لا تطبق الإسلام"، كانت هذه
خلاصة التي خرجت بها دراسة صدرت هذا الأسبوع لباحثين من جامعة جورج واشنطن
الأمريكية.
وشملتالدراسة 208 بلدا من مختلف قارات العالم، وحملت عنوان "هل
الدول الإسلامية إسلامية حقا؟"، بينت أن الدول التي تدعو في مرجعياتها إلى
اعتماد الإسلام كدين للدولة، خاصة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، لا تحترم
المبادئ الإسلامية ولا تطبقها، وتبعا لذلك، تذيلت أغلب "الدول الإسلامية"
هذا التصنيف لعدم تطبيقها قيم الإسلام، بما في ذلك المغرب الذي حل في
المركز 119 عالميا.
في مقابل ذلك، فإن أغلبية البلدان التي صنفت على أنها تحترم القيم
الإسلامية وتطبقها كانت دولا غير مسلمة، حيث جاءت نيوزيلاندا أولا، ثم
لوكسومبورغ في المرتبة الثانية، فيما حلت أيرلندا ثالثة، ثم ايسلندا رابعة
متبوعة بفنلندا والدنمارك.
فصام أخلاقي
وبالنسبة لمنتصر حمادة الباحث في الحركات الإسلامية فنتائج هذه الدراسة
لا تبعث على المفاجأة قائلا: "المفاجأة هي أن نتوقع نتائج مغايرة لها،
لأننا نتفق، نحن أبناء هذا الفضاء الإسلامي أو المجال التداولي الإسلامي،
على أنه لدينا مشكلة حقيقية مع الوصل بين مضامين مجموعة من القيم النبيلة
التي جاءت في النصوص الدينية، وبين واقعنا المعاش".
وقال حمادة في تصريح لهسبريس "إننا نعيش في ما يُشبه حالة فصام أخلاقي
رهيب، في معرض تفاعل مع مقتضى العديد من النصوص الدينية والتراثية المُميزة
للمسلمين".
واعتبر المتحدث أن المدونة الفقهية التراثية تتحمل الجزء الكبير في
التقزيم من الإصلاح الأخلاقي، قائلا إنه "بالرغم من انتصار الدين الخاتم
للإصلاح الأخلاقي، قبل أن يتم تقويض هذا الخيار من قبل مدونة وجماعات
وأنظمة، وها نحن نؤدي ثمن هذا التقويض" على حد تعبيره.
من جهته أكد أحد الباحثين الذين سهروا على الدراسة، وهو حسين العسكري،
الأمريكي ذو الأصول الإيرانية، أن دراسته كشفت أن العديد من الدول التي
تدعي أنها مسلمة لا تطبق القيم التي دعا إليها هذا الدين، وبالتالي فهي
"غير عادلة وفاسدة ومتخلفة، وأبعد ما تكون عن الإسلامية"، على حد تعبيره.
ماليزيا في الصدارة
وهمت هذه الدراسة عددا من الجوانب المرتبطة بالبلدان التي شملتها، حيث
تم التقييم وفقا لاحترام هذه البلدان وتطبيقها للقيم التي ينادي بها
الإسلام، والتحولات الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والسياسية، بالإضافة
إلى مدى احترام حقوق الإنسان، خاصة على صعيد المساواة بين الجنسين،
واحترام الكرامة الإنسانية والتضامن والإنصاف.
وفي العالم الإسلامي، جاءت ماليزيا في المرتبة الأولى بعد احتلالها
للمرتبة الثالثة والثلاثين، في ما جاءت الكويت في المرتبة الثامنة
والأربعين، ثم البحرين في المركز الرابع والستين، في حين جاءت الإمارات
العربية المتحدة في المرتبة السادسة والستين، متبوعة بالأردن الذي حل في
المركز الخامس والسبعين.
أما في شمال إفريقيا، فقد جاءت تونس في المقدمة، بعد أن حلت في المرتبة
الثالثة والثمانين، ثم المغرب في المرتبة 119، فالجزائر التي حلت في المركز
160، ثم موريتانيا 195 عالميا، وأخيرا ليبيا في المرتبة 195.
وكان لافتا أن عددا من الدول التي تقيم الحدود، وتعتمد على المرجعية
الإسلامية في قوانينها الجنائية، قد احتلت مراتب متأخرة جدا في الترتيب،
حيث جاء المملكة السعودية في المرتبة 131، ثم إيران في المرتبة 163.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق