الثلاثاء، 28 أبريل 2015

الاندماج النووي كبديل عن الانشطار النووي لتوليد الطاقة الصديقة للبيئة




 في جنوب فرنسا يقام مشروع علمي للطاقة النظيفة يشارك فيها 34 بلداً من أرجاء العالم. المشروع الدولي للاندماج النووي يحمل اسم “إيتر“، وهي كلمة لاتينية تعني “الطريق”. الهدف إنشاء مفاعل نووي ينتج الكهرباء بطريقة مستدامة من خلال آلية الاندماج الذري. المنشأة قيد الإعمار ويتوقع أن تصبح في مرحلة العمل خلال عقدين من الزمن.

لتحريض الاندماج الذري، يجب تعريض غاز يحتوي على ذرات خفيفة كالهيدروجين إلى حرارة عالية كتلك الموجودة في مركز الشمس، أي 150 مليون درجة سيلسيوس. للوصول إلى هذه الدرجة يجب خلق حقول مغناطيسية شديدة القوة. التفاعل الأساسي الذي سيولد الطاقة يحصل بين مادتي الديوتيريوم والتريتيوم وهما نظيران للهيدروجين.
مدير المشروع برنانر بيغو يؤمن بأن هذا الإنجاز سيفتح الأفق لحل أزمة الطاقة في الكوكب. مراسل يورونيوو كلاوديو روكو سأله عن مزايا الطاقة الناتجة عن الاندماج النووي بالمقارنة مع الطاقة التي ينتجها الانشطار النووي؟
برنانر بيغو: “المزية الأولى، هي الوقود الذي يعتمد عليه التفاعل والذي يتمثل في الهيدروجين. إنها مادة متوافرة بغزارة في الطبيعة، في البحار ومياه البحيرات. لدينا موارد من الهيدروجين لن تنضب قبل مئات ملايين السنين. المزية الثانية، تتمثل بمسألة المخلفات الناتجة عن التفاعل. *حياة النفايات المشعة الناتجة قصيرة جداً*، قد تصل إلى مئات السنين في أسوء الأحوال. بينما تستمر حياة الإشعاعات التي يخلفها الانشطار النووي إلى ملايين السنيين.”
مدير المشروع يضيف بأن السيطرة على كوارث تسريب الإشعاعي يمكن السيطرة عليها لأن التفاعل يتوقف حالاً، بينما يصعب السيطرة على تسريبٍ ناتجٍ عن عملية الانشطار حيث يستمر التفاعل ولايمكن إيقافه.
المهندسون يقومون برسم مخططات للواقع الافتراضي للمفاعل النووي. تحديد أماكن مختلف القطع والمكونات أمر يحتاج لدقة باللغة، خصوصاً وأنها ذات أحجام هائلة وتأتي من أماكن متعددة من العالم، كاليابان وروسيا والصين والولايات المتحدة.
مسائل عديدة ماتزال معلقة بانتظار إيجاد حل، على سبيل المثال في حال تسرّب مادة التريتيوم المستخدمة في التفاعل فإنها تنتشر في جميع الاتجاهات. برنانر بيغو: “عند حصول حادث، كالتسرب مثلاً فإن المفاعل لن يكون قادراً على العزل، وبالتالي فإن المادة الغازية قد تنطلق في الطبيعة. الكمية التي قد تتسرب في الطبيعة لاتشكل خطراً على السكان الموجودين في المكان ويمكنهم أن يتابعوا نشاطهم بشكل طبيعي.“على كل الأحوال، المهندسون يطورون أنابيب خاصة من شأنها سحب التريتيوم في حال حدوث أي طارئ.
تكاليف مشروع “إيتر” الطموح تصل إلى 16 مليار يورو أي أنها تفوق ثلاث مرات التقديرات التي تم حسابها في عام 2006. مدير المشروع يقول بشأن التكاليف الباهظة: “الأمر لا يتعلق بالقيمة التقديرية لتكلفة الاستثمار بل بنوعية الطاقة التي يمكن إنتاجها. أقول بصدق إنه على الرغم من التكاليف الضخمة، لكن كمية الطاقة المنتجة على المدى الطويل تستحق التكلفة الأولية التي تم وضعها.”

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مــواضــيـع أخــــرى