الثلاثاء 24 مارس 2015 - 12:00
مشقَّة كبرى يكابدهَا طلبةٌ المغرب في فرنسا حينَ يهمُّون بالبحث عنْ
عمل بعد إتمام دراساتهم، وإنْ ظفرُوا بشهاداتٍ عليَا استغرقتْ سنواتٍ من
التحصيل واستنزفتْ اعتماداتٍ ماليَّة دفعهَا الآباءُ والأولياء.. ذاكَ ما
نقلتهُ مجلَّة "لونُوفيلْ أوبسيرفاتُورْ" عنْ نموذج منْ الطلبة المغاربة
الذِين يشكلُون أوسع جالية طلابيَّة في البلاد.المجلَّة ساقتْ حالة طالبة مغربيَّة حلَّت في فرنسا سنة 2005، مباشرة بعدَ حصُولها على البكالوريَا في المغرب من ثانويَّة فرنسية.. "عند التخرج منْ مدرسة محفوظة للنخبة في المغرب، فإنَّه من المنطقِي المضيُّ إلى فرنسا لمتابعة الدراسة بمدرسةٍ عليا، ووالدايَ هما اللذان حفزانِي على متابعة تكويني هنا، وطلبا منِّي ألَّا أقلق مؤكدين أنهما سيدفعان لِي المصاريف" تقول الشابة.
بعد ثمانية أعوام ستحصلُ الطالبة المغربيَّة على الإجازة في التَّاريخ والعلوم السياسيَّة من جامعة "باريس 1"، كما ستحصلُ عقب ذلك على شهادتَيْ ماجستير في الإدارة وسياسة التدبير العمومي، قبل أنْ تصطدم بعدمِ العثُور على عمل، فيما لا يجرِي دفع تعويض عن فترات التدريب الإجباريَّة للطلبة الأجانب.
ورصدتْ المجلَّة صعوبة إيجاد الطلبة المغاربة عملًا في الإدارات الفرنسية، وكيفَ يجرِي حفظ هَذه المواقع للفرنسيِّين في المقامٍ الأول.. الأمر الذِي يدفعُ الطلبة إلى البحث في فرنسا عنْ فرص شغل قد لا تتناسبُ والتكوِين الذِي حصلُوا عليه.. في الوقت الذِي تشكلُ استعجاليَّة العثُور على عمل هاجسًا، سيما أنَّ الشغل هُو الذِي يضمنُ للمتخرجين البقاء بصورةٍ قانونيَّة على التراب الفرنسي.
ويجدُ المشغلُون في فرنسا أنفسهم مضطرِّين إلى إعطاء الأولويَّة لمواطنِي بلادهم، في مقامٍ أوَّل كيْ لا يضطرُّوا إلى دفع ضريبة، وهُو ما تحسُّ إزاءهُ الطالبة المغربية أنها كانتْ ضحيَّة أفكار كاذبَة بعدما صدَّقتْ أنَّ بالإمكان المضي بعيدًا إذا قامتْ بما عليها في التكوين وحصلتْ على تكوِين ذِي وزن.. وتزيد: "بين عشيَّة وضحاها، وبعدما كانُوا قدْ أثنوْا عليك وأخبرُوك أنَّك عنصرٌ جيد، وأنَّهم لديهمْ ثقة في كفاءاتك، في أكثر من مناسبة، يجرِي التعاملُ معك كما لوْ أنكَ وصلتَ إلى فرنسا على متن قاربٍ للمهاجرِين السريِّين".
والإشكال بحسب ما تسوقه المجلَّة عنْ الطالبة المغربيَّة، أنَّ النظام التعليمي في فرنسا يدفعك إلى الإيمان بوجُود فرص، وأنَّ بوسع المرء الوصُول، قبل أنْ يتبددَ كلُّ شيءٍ في لحظةٍ وجيزة. وهو ما يدفعُ الطلبة إلى الشعُور بالذنب وتأنيب الضمِير، لشعورهم بأنَّهم خذلُوا آباءهم الذِي أنفقُوا لسنواتٍ طوال على دراستهم.
وأضافت المتحدثة أنَّ من الصعب أنْ يتصل الأبناء بعد كلِّ السنوات في فرنسا بآبائهم لإخطارهم بأمر العودة إلى المغرب، والبحث فيه عنْ عمل، بعد الفشل في فرنسا، بعدما كان الآباء يراهنُون على ما أنفقوه بمثابة استثمارٍ./ ويخشَى طلبة مغاربة في فرنسا، اصطدمُوا بالبطالة أنْ يخوضُوا غمار تجربة ثانية، بحسب الطالبة المغربية، بالسفر إلى دول ثانية ككندا أوْ الولايات المتحدة وأستراليا، حيثُ تطفُو التوجسات لديهم منْ أنْ يمنَوْا بفشلٍ ثانٍ خارج الوطَن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق