السبت، 24 يناير 2015

الفقر والتهميش بالمغرب عالم اخر وجحيم لايرحم



لازالت صور حمل ضحايا السيول الجارفة على متن شاحنات لنقل الأزبال، في مقابل استفادة الأجانب من مروحيات للإنقاذ، تستأثر باهتمام نشطاء صفحات « الفايسبوك » بالمغرب، الذين وجهوا انتقادات لاذعة لهذا « التمييز »، واعتبروه « مفضوحا »، حيث يكرس النظرة الدونية التي تنظر بها الدولة للمواطنين المغاربة، ومحاولتها تلميع صورتها على المستوى الخارجي


الأمر الذي يعكس بجلاء كيف أن الدولة حريصة على صورتها خارجيا،
في حين لا تكثرت لمطالب ومعاناة السكان داخليا، وهي الازدواجية التي علق عليها البعض بلفظ الدارجة المغربية « كنحس بالحكرة »..و « باراك من التمييز »..راه المغاربة أولى وأحق بالمساعدات ».
لو أسقطنا ما أشير إليه على واقع المغرب الراهن فسنجد أنه ليس بالأمر الجيد كما يعتقد الجميع، لأنه بمجرد حلول هذا الفصل تتبادر إلى الأذهان صور المواطن المنبوذ من هذا المجتمع، و أخص بالذكر من اعترض الفقر و الجهل و الظلم طريقهم فشكلوا لنا عينة لا يستهان بها من المشردين و المتخلى عنهم،و الذين نجدهم طوال اليوم في مفترقات الطرق يحاولون ذرأ هذا الظلم ببيع علب مناديل ورقية أو محاولة مسح زجاج السيارة أو التسول….
فتجد أجسامهم الشبه عارية ترتعش من البرد، و أقدامهم الشبه حافية مرتعا للأوبئة و الجراثيم رغم قوة مناعتهم المكتسبة من طريقة العيش هذه، أما و إن أسدل الليل ستاره فصورة نومهم تغيب عن أعين العديد ممن لا يكلف نفسه في التفكير في هؤلاء و في كيفية تدبرهم لأمر النوم لتقشعر أجسامنا عندما نشاهدهم تحت علب كرتونية أو " منكمشين ببعضهم" في زاوية من الزوايا و كأنهم حيوانات غاب من نفس الفصيلة.
مثل هاته المشاهد و غيرها تجعل الأفئدة العطوفة تتمزق و تتساءل عن كيفية إصلاح الوضع ، و ضرورة التفكير في حلول مستعجلة لهذه الفئة المنبودة رغما عنها و عنا، حتى تحيا حياة البشر الكريمة و تختفي صور الظلم هذه من بين أعيننا…
واقع يكشفه عناق المساء
وإن استعصت كل هذه المحاولات فحتما سيكون مد الأيادي لسرقة مستحقات الغير الحل الأنجع أو في زوايا إشعال فتيل بلية النسيان أو تدخينها للخروج من هذا العالم الظالم…
نعم أتكلم عن عالم آخر وجحيمه لا يرحم، جحيم من يبيتون في العراء وليس لهم غطاء سوى رحمة الخالق، جحيم من يحتسبون قدرين و من نتجنب ملامستهم، هم من يعيشون بأقل ما يحتسب من الدراهم، هم من أكلهم عبارة عن خليط من مأكولات الأزبال ، جحيم من غطائهم وفراشهم عبارة عن جرائد وورق مقوى، جحيم من يبيتون وجسهم يرتعد من شدة البرد القارس ومياه الشتاء تعبر من تحتهم هم من يغتصبون ولا من يبالي باغتصابهم ، جحيم من يعتبرون من عالم آخر عالم جحيم خصص لهم .
هل عرفتم من هم؟؟؟
 سوف ادلكم عليهم، فما عليكم سوى القيام بجولة ليلية بسيارتكم في ليلة ممطرة و بردها قارس والأكيد انكم ستجدونهم يناشدونكم بأعينهم واجلسوا بجوارهم خارج سيارتكم وخذوا من وقتكم خمسة دقائق لا غير… ستفهمون كلامي جيدا وسوف تبعثون رسالة مثلي الى جلالة الملك اولا وثانيا رسالة عتاب الى رئيس الحكومة بما انه اعطى الاولوية للطبقة الفقيرة والهشة ونسي الفئة المسحوقة ونقول له :
سيدي رئيس الحكومة المحترم نحن نقدر لك هذا التضامن مع الطبقة الفقيرة والهشة ولكن نعاتبك لأنك بدأت من الواحد ونسيت الصفر والصفر هم هؤلاء الذي تحدثت عليهم في السابق .
نريد التفاتة من طرف شخصكم الكريم لهذه الطبقة المسحوقة ذات الاجسام النحيفة والعارية، نريد لهم ضمان الاكل والمبيت لمن رغب في ذالك، نريد من ذالك الدعم الذي كان يذهب للأغنياء بالمليارات من الدراهم في السنة ، نريد تخصيص قسمة ضئيلة من هذه المبالغ التي كانت تذهب الى غير محلها لهذه الفئة التي من العالم الآخر وذات الجحيم الذي لا يرحم، انهم في اشد الحاجة لهذه القسمة .
سيدي رئيس الحكومة أقولها مرة أخرى:
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مــواضــيـع أخــــرى